- موضوعات متنوعة / ٠3دورات للطلاب الأجانب / ٠دورة عام 2002
- /
- سيرة الصحابة
سؤال:
على يد مَن اسلم جعفر بن أبي طالب وزوجه أسماء بنت عيسى؟ ومتى حدث ذلك ؟ وما هي حالهما بعد الإسلام ؟
جواب:
أسلم سيدنا جعفر بن أبي طالب وزوجه على يدي الصدِّيق رضي الله عنه قبل أن يدخل الرسول الكريم دار الأرقم، ولقيا من أذى قريش ونكالهما ما لقيه المسلمون الأوائل، فصبرا، ثم استأذن جعفر رسولَ الله صلى الله عليه وسلم بأن يهاجر مع زوجه ونفرٍ من الصحابة إلى أرض الحبشة فأَذِن لهم.
سؤال:
مَن الرجلان اللذان أرسلتهما قريش إلى النجاشي ملك الحبشة ؟ وما هي مهمتهما ؟
جواب:
الرجلان هما عمرو بن العاص وعبد الله بن أبي ربيعة، أمّا مهمتهما فهي استرجاع الذين هاجروا إلى الحبشة أو قتلهم..
سؤال:
سأل النجاشي جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه: ما هذا الدين الذي استحدثتموه لأنفسكم ؟ فماذا أجابوه ؟
جواب:
قال سيدنا جعفر: أَيُّهَا الْمَلِكُ كُنَّا قَوْمًا أَهْلَ جَاهِلِيَّةٍ نَعْبُدُ الْأَصْنَامَ وَنَأْكُلُ الْمَيْتَةَ وَنَأْتِي الْفَوَاحِشَ وَنَقْطَعُ الْأَرْحَامَ وَنُسِيءُ الْجِوَارَ يَأْكُلُ الْقَوِيُّ مِنَّا الضَّعِيفَ فَكُنَّا عَلَى ذَلِكَ حَتَّى بَعَثَ اللَّهُ إِلَيْنَا رَسُولًا مِنَّا نَعْرِفُ نَسَبَهُ وَصِدْقَهُ وَأَمَانَتَهُ وَعَفَافَهُ فَدَعَانَا إِلَى اللَّهِ تَعَالَى لِنُوَحِّدَهُ وَنَعْبُدَهُ وَنَخْلَعَ مَا كُنَّا نَعْبُدُ نَحْنُ وَآبَاؤُنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ الْحِجَارَةِ وَالْأَوْثَانِ وَأَمَرَ بِصِدْقِ الْحَدِيثِ وَأَدَاءِ الْأَمَانَةِ وَصِلَةِ الرَّحِمِ وَحُسْنِ الْجِوَارِ وَالْكَفِّ عَنْ الْمَحَارِمِ وَالدِّمَاءِ وَنَهَانَا عَنْ الْفَوَاحِشِ وَقَوْلِ الزُّورِ وَأَكْلِ مَالِ الْيَتِيمِ وَقَذْفِ الْمُحْصَنَةِ.
سؤال:
ما هي الآيات التي قرأها سيدنا جعفر بن أبي طالب على النجاشي ؟ وما هي حال النجاشي عندما سمعها ؟ وماذا قال ؟
جواب:
قرأ سيدنا جعفر رضي الله عنه:
﴿ كهيعص (1) ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا (2) إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيّاً (3) قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيّاً (4) ﴾
ثم أتمّ صدرًا من السورة، فبكى النجاشيّ حتى خضلت لحيته بالدموع، وقال: إن هذا الذي جاء به نبيُّكم والذي جاء به عيسى ليخرج من مشكاة واحدة.
سؤال:
متى استشهد جعفر بن أبي طالب ؟ وكيف حدَث ذلك ؟ وماذا قال النبي صلى الله عليه وسلم عن حال جعفر في الجنة ؟
جواب:
استشهد سيدنا جعفر بن أبي طالب في معركة مؤتة التي كانت في السنة الثامنة للهجرة لمنازلة الروم، حيث أمَّر النبي صلى الله عليه وسلم على الجيش زيد بن حارثة، وقال: إنْ قُتل زيد أو أُصيب فالأمير جعفر بن أبي طالب، فإن قُتل جعفر أو أُصيب فالأمير عبد الله بن رواحة، فإن قُتل عبد الله بن رواحة أو أُصيب فليختر المسلمون لأنفسهم أميرًا، ولما استشهد سيدنا جعفر قال النبي صلى الله عليه وسلم:
(( لقد رأيتُ جعفرًا في الجنة له جناحان مضرَّجان بالدماء، وهو مصبوغ القوادم.))
نتائج وعبر من القصة:
1- يقول تعالى:
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا ﴾
لم يقبل النجاشي قول البطارقة بأن يسلِّم مَن لاذ به إلى قريش حتى يسألهم، ويسمع منهم عن دينهم.
2 – في جواب سيدنا جعفر عن سؤال النجاشي بيانٌ بأن في الدين جانبًا مهمًّا هو الجانب الأخلاقي، أو ما يُسمَّى (العبادات التعاملية) ولن يكون المسلم مسلمًا بحقٍّ إلاّ حين تصحُّ علاقته بالله عزوجل بالعبادات الشعائرية (الصلاة مثلاً)، وتصحّ علاقته بعباد اله " صلة الرحم، وحسن الجوار والكف عن المحارم".
3 – حين يلتزم المسلم بوحي السماء يكون في منجاة من كل ما يُدبَّر له " سأل النجاشي عن عيسى بن مريم عليه السلام، فقال صحابة رسول الله: "لا نقول فيه إلا ما قال الله، وليكن بسبب ذلك ما يكون".
4 – الإيمان بالله واليوم الآخر يصنع المعجزات " يظهر هذت في البطولة الفذّة التي أبداها سيدنا جعفر في مؤتة ".
5 – لقد نال رسول الله صلى الله عليه وسلم من اتصاله بالله رحمة عظيمة جعلته يبكي، وهو يعانق أولاد الشهيد سيدنا جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه.